الأربعاء، 28 يناير 2015

مغلق

.

ما وراء الرمال ج٢

قررت انني سأدخل هذا الكهف بعد انتهاء وقت العمل والذي ينتهي في السادسة مساء وبعد قليل جاء طارق وبدأنا نعمل معا ، اخذنا فأسين وأزلنا الصخور وسوينا الرمال ومن ثم جائت الحفارة لتكمل العمل كنا نعمل بجد وكنا نتصبب عرقا وبعد الظهر ذهبنا لتناول الغداء ثم شربنا الشاي واسترحنا قليلا ثم ذهبنا لنكمل العمل ،،، في هذه الاثناء كان هناك بعض العمال يقومون بعمل خيام صغيرة للمبيت فيها اخذنا نعمل في تصليح الطريق للحفارة حتي جاء وقت انتهاء العمل وجاء المسؤل عن الحضور والغياب فنحن يتم تسجيلنا في دفتر الحضور يوميا ويتم تسجيلنا في دفتر الذهاب ايضا المهم بعدما انهينا العمل ذهبنا للمخيم الذي اقامه العمال وساعدنا بعضنا في تحضير العشاء ثم جلسنا لتناول العشاء في حلقات مكونة من اربعة او خمسة رجال وبعد العشاء اخذنا نتسامر وفكرت في ان اذهب الي الكهف الان ، ولاكنني خفت ان يراني احد فيخبر المهندس محمد مجدي او الاستاذ عاطف المسؤل عن الحضور والغياب لانهم إذا علموا اني دخلت الكهف سوف يعاقبونني بالخصم من راتبي وقررت انني سوف ادخله بعد ان ينام العمال ،،، ذهبت الي الخيمة وجلست افكر فيما سأفعل ماذا سوف أري داخل هذا الكهف ما هو الشيئ الذي جعل حسن يخرج مذعورا وبينما انا اسبح في خيالي غلبني النوم ورأيت نفسي وانا ذاهب في طريق الكهف وكنت احس بان هناك من ينادي علي بكلمات لم افهمها ولاكني تابعت سيري الي الداخل فوجدت في طريقي عش غراب وفيه غرابان اسودان كبيران وحاولو ان يبعدوني الي الخارج ولاكني مضيت في طريقي وانا اظن انهم خائفان مني ويريدان ان يبعداني عن عشهما مشيت بضعة امتار الي الداخل وكان الظلام دامسا فاخرجت الموبايل واضأت الفلاش لكي اري الطريق اخذت امشي ببطئ كنت احدث نفسي قائلا مالذي تفعله يا حامد ؛ هل تعلم ما ينتظرك بالداخل ؛ ربما يكون شيئا مؤذيا ثم عدت لاقول لنفسي وربما لا يكون كذالك ، ربما يكون هناك كنز او مقبرة من مقابر الفراعنة وحتي اذا لم اجد شئ فسوف اتخلص من الشك والفضول الذي يكاد ان يقتلني وبينما انا اكلم نفسي اذا بصوت خافت من خلفي يقول لي مالذي جاء بك الي هنا نظرت بسرعة وانا ارتعب وتملكني الخوف ولاكني لم اجد شئ كان الصوت خافتا كان احد يتكلم وهو نائم وكنت بالكاد اسمعه فقلت لنفسي اني ربما تخيلت ذالك لاني خائف واخذت اتقدم بحذر وانا انظر خلفي وعلي جانبي وفجأة احسست بان هناك شئ يذحف خلفي ببطئ فوجهت ضوء الهاتف الي مكان الصوت فذا بي اجد افعي سوداء كبيرة جدا تذحف وهي ترفع رأسها عن الارض وعيناها حمراوان ويضيئان كاعين القطط في الظلام الدامس فتجمدت مكاني من الخوف ونظرت اليها فقالت جملة واحدة ! نعم لقد تكلمت الافعي ! قالت ؛ لا مكان للبشر لم اشعر بنفسي الا وانا اجري في الظلام وانا ابكي وتذكرت انني احلم ،فاخذت اضرب نفسي لكي استيقظ ولاكني سمعت صوتا بعيدا يقول هذا ليس حلم،انها الحقيقة ايها البشري ،لقد تعديت علي مملكتنا. انتظروا الجزء الثالث لتعرفو ما سيحدث..... جميع الحقوق محفوظة للمؤلف احمد عادل

ما وراء الرمال ج٢

قررت انني سأدخل هذا الكهف بعد انتهاء وقت العمل والذي ينتهي في السادسة مساء وبعد قليل جاء طارق وبدأنا نعمل معا ، اخذنا فأسين وأزلنا الصخور وسوينا الرمال ومن ثم جائت الحفارة لتكمل العمل كنا نعمل بجد وكنا نتصبب عرقا وبعد الظهر ذهبنا لتناول الغداء ثم شربنا الشاي واسترحنا قليلا ثم ذهبنا لنكمل العمل ،،، في هذه الاثناء كان هناك بعض العمال يقومون بعمل خيام صغيرة للمبيت فيها اخذنا نعمل في تصليح الطريق للحفارة حتي جاء وقت انتهاء العمل وجاء المسؤل عن الحضور والغياب فنحن يتم تسجيلنا في دفتر الحضور يوميا ويتم تسجيلنا في دفتر الذهاب ايضا المهم بعدما انهينا العمل ذهبنا للمخيم الذي اقامه العمال وساعدنا بعضنا في تحضير العشاء ثم جلسنا لتناول العشاء في حلقات مكونة من اربعة او خمسة رجال وبعد العشاء اخذنا نتسامر وفكرت في ان اذهب الي الكهف الان ، ولاكنني خفت ان يراني احد فيخبر المهندس محمد مجدي او الاستاذ عاطف المسؤل عن الحضور والغياب لانهم إذا علموا اني دخلت الكهف سوف يعاقبونني بالخصم من راتبي وقررت انني سوف ادخله بعد ان ينام العمال ،،، ذهبت الي الخيمة وجلست افكر فيما سأفعل ماذا سوف أري داخل هذا الكهف ما هو الشيئ الذي جعل حسن يخرج مذعورا وبينما انا اسبح في خيالي غلبني النوم ورأيت نفسي وانا ذاهب في طريق الكهف وكنت احس بان هناك من ينادي علي بكلمات لم افهمها ولاكني تابعت سيري الي الداخل فوجدت في طريقي عش غراب وفيه غرابان اسودان كبيران وحاولو ان يبعدوني الي الخارج ولاكني مضيت في طريقي وانا اظن انهم خائفان مني ويريدان ان يبعداني عن عشهما مشيت بضعة امتار الي الداخل وكان الظلام دامسا فاخرجت الموبايل واضأت الفلاش لكي اري الطريق اخذت امشي ببطئ كنت احدث نفسي قائلا مالذي تفعله يا حامد ؛ هل تعلم ما ينتظرك بالداخل ؛ ربما يكون شيئا مؤذيا ثم عدت لاقول لنفسي وربما لا يكون كذالك ، ربما يكون هناك كنز او مقبرة من مقابر الفراعنة وحتي اذا لم اجد شئ فسوف اتخلص من الشك والفضول الذي يكاد ان يقتلني وبينما انا اكلم نفسي اذا بصوت خافت من خلفي يقول لي مالذي جاء بك الي هنا نظرت بسرعة وانا ارتعب وتملكني الخوف ولاكني لم اجد شئ كان الصوت خافتا كان احد يتكلم وهو نائم وكنت بالكاد اسمعه فقلت لنفسي اني ربما تخيلت ذالك لاني خائف واخذت اتقدم بحذر وانا انظر خلفي وعلي جانبي وفجأة احسست بان هناك شئ يذحف خلفي ببطئ فوجهت ضوء الهاتف الي مكان الصوت فذا بي اجد افعي سوداء كبيرة جدا تذحف وهي ترفع رأسها عن الارض وعيناها حمراوان ويضيئان كاعين القطط في الظلام الدامس فتجمدت مكاني من الخوف ونظرت اليها فقالت جملة واحدة ! نعم لقد تكلمت الافعي ! قالت ؛ لا مكان للبشر لم اشعر بنفسي الا وانا اجري في الظلام وانا ابكي وتذكرت انني احلم ،فاخذت اضرب نفسي لكي استيقظ ولاكني سمعت صوتا بعيدا يقول هذا ليس حلم،انها الحقيقة ايها البشري ،لقد تعديت علي مملكتنا. انتظروا الجزء الثالث لتعرفو ما سيحدث..... جميع الحقوق محفوظة للمؤلف احمد عادل

السبت، 17 يناير 2015

ما وراء الرمال

ما وراء الرمال
اليوم هو 15/9/2014
رجعت الي البيت في الخامسة مساء وانا مرهق من العمل الشاق ، نعم فانا اعمل في مشروع تنمية قناة السويس او ما يسميه البعض قناة السويس الجديدة ذهبت الي الحمام لكي استحم واتخلص من العرق والرمال الملتسقة بجسدي ثم قمت بتحضير عشائي المتكون من الفول والبيض والجبنة والخبز المصري وبدأت بتناول العشاء وانا افكر في ما حصل مع صديقي حسن الذي خرج مرعوبا من الكهف الدي وجدناه ونحن نحفر !
لم نكن نعلم ما حصل له فقد خرج وهو يبكي وثيابه ممتلئة برمال الصحراء ودموعه ترسم خطين من الرمل المبلول علي وجهه وهو يتصبب عرقا ولم يستطيع النطق بكلمة واحدة
حدث ذالك منذ يومين وتم نقل حسن الي الوحده الصحية الموجودة علي بعد 30كيلو متر من مكان الحفر
كنت افكر ؛هل رأي حسن اشباحا! ام انه كان يعاني من خطب ما !
ولاكني لم اهتم بالموضوع لاني لا اصدق بوجود الاشباح او ما يسمونه عندنا "العفاريت"
انهيت عشائي وتناولت حبة من المسكن لاتخلص من الصداع الذي يكاد يفجر رأسي
وقمت بفتح التلفاز لاشاهد بعض الافلام
وفي تمام الساعة 10:00
ذهبت للنوم
ورأيت حلما غريبا
رايت نفسي وكأني عدت الي ايام حرب 1973م
نعم ؛ ها انا ذا وسط صحراء سيناء والجنود من حولي يهمون بعبور القناة وسط وابل من الرصاص والقنابل ؛ هممت بالاختباء وراء صخرة كبيرة واخذت اختلس النظر وانا لا اصدق ما اري
انا الان في وسط الحرب !
نظرت الي الجنود وهم يعبرون القناة باستخدام القوارب المصنوعة من المطاط وهم يحملون اسلحتهم ومعداتهم ورايت احد القوارب يغرق وعلي متنه قرابة العشرة رجال وهم يصرخون
ولاكن الغريب انه لم يحاول احد ان ينقذهم فقد كان الموقف رهيبا والكل مشغول بالنجاة بنفسه من الرصاص
وبينما انا شارد وانا اشاهد هذا الموقف الذي لم اكن اتوقع يوما ان اراه سمعت صوت دوي قوي
نعم انها الصواريخ التي يطلقها العدو وهم يصرخون بكلمات لم افهمها فانا لا اجيد غير اللغة العربية
ورايت احد الجنود التابع للجيش المصري ينظر الي وهو يصرخ ولاكني لم اكن اسمعه وفجأه
وانا استدير للخلف وجدت احد جنود العدو يوجه سلاحه نحوي ويطلق الرصاص علي رأسي
استيقظت من النوم وانا اصرخ وكنت لا ازال احس بالصداع
نظرت في الساعة لاجدها السابعة صباحا
يا الهي ، لقد تاخرت في النوم
يجب ان اذهب الي العمل الساعة 08:00
ذهبت مسرعا الي الحمام وقمت بغسل وجهي وتناولت فطورا خفيفا وذهبت الي الطريق العام حيث يمر الباص الخاص بالعمال الذين يعملون في حفر القناة وبعد دقائق قليلة وصل الباص وركبت انا وطارق زميلي في الشغل وانطلق الباص الي مكان العمل
وقد لاحظت علي وجه طارق التعب والارهاق ولاكني لم اكلمه بتاتا
فبدأ هو يكلمني وهو يقول
لقد كان العمل في اليومين الماضيين عملا شاقا
خاصة ان حسن لم يكن موجود ليساعدني ، فكما تعلم يا حامد نحن نقوم بكشف الطريق للعمال الباقين وتهيئة الطريق للحفارات الالية يإستخدام ادوات يدوية ،
سكت طارق قليلا ، ثم سألني عن حسن قائلا
كيف حال حسن ، هل قمت بزيارته ؟
فقلت له اني وكما تعلم مشغول جدا في الوقت الحالي بسبب ضغط الشغل
فباغتني قائلا : ما رأيك ان نزوره في العطلة الاسبوعية لنطمئن عليه وايضا لنعرف منه ماذا حدث في هذا اليوم
رحبت بالفكرة وقلت له اني كنت افكر في ان ازوره واني سأنتهز الفرصة واذهب لزيارة اهلي ايضا ، فأنا منذ جئت الي هنا لم اذهب لزيارتهم واني اطوق لرؤية خطيبتي حنان فأنا لم اكلمها منذ جئت الي هنا
فاجاب وهو ينظر الي ويضحك
يا بختك يا عم ، ليك حد تفكر فيه
ربنا هنيكم مع بعض
فاجبته وانا ارسم بسمة علي شفتي
ان شاء الله ربنا هيرزقك ببنت الحلال
ونعمل فرحنا مع بعض
في هذا الوقت كنا قد وصلنا لمكان العمل
فهممنا بالنزول وذهب كل عامل الي موقعه
وبينما انا ذاهب الي مكاني سمعت صوت الاستاذ محمد مجدي المهندس المسؤل عن العمال وهو ينادي علي
فذهبت مسرعا وعندما وصلت قال لي
ما رأيك يا حامد ان تعمل مع طارق اليوم لان حسن مريض كما تعلم وسوف اوصي لك براتب اكبر من راتبك اليومي
وبالطبع قبلت ، فأنا بحاجة الي المال
كما ان عملي لا يقل صعوبة عن عمل طارق
ذهبت الي طارق واخبرته بما قال لي المهندس
فرحب بي طارق وبدأنا بالعمل
امسكت بفأس واخذت امهد الطريق للحفارة
وكنت افكر في الحلم الذي رأيته
وبعد ساعتين تقريبا اخذنا فترة راحة وجلست مع طارق واخبرته بالحلم الذي رأيته
ولم يقل شئ ولاكني كنت احس انه يخفي عني شيئا
فسألته اذا كان يعرف شيئا عن هذا الكهف الذي وجدناه
ولاكنه اجاب بأنه لا يعرف اي شيئ
وبدأ يحدثني عن اهلي وبلدتي لكي يجعلني انسي موضوع الكهف ، فاخذت اتحدث معه وانا في الحقيقة لا ادري ماذا يقول لساني
فمع ان جسدي جالس معه
ولاكن عقلي كان مشغولا بالتفكير في هذا الكهف وفي ما يوجد بداخله
كان الفضول وحب المعرفة يحثني علي دخول الكهف، ولاكن كيف فنحن ممنوعون من دخوله بأمر من المهندس وقررت اني سأدخله إذا سمحت لي الظروف
وبعد انتهاء الاستراحة ذهبنا لنكمل عملنا
وبينما نحن نعمل إذا بالمهندس محمد مجدي يقول لنا ان موعد الانتهاء من الحفر قد تم تقديمه ولذالك يتوجب علينا ان نعمل فترة مسائية لكي نستطيع ان نسلم المشروع في ميعاده
وطيعا سوف يزيد الراتب حسب الزيادة في عدد ساعات العمل ، ولاكننا سنضطر للمبيت هنا لان الطريق التي نمر فيها طريق مقطوعة وليس من الآمن العبور بها ليلا
فرحت لهذا الخبر واحسست ان القدر يساعدني لكي ابلغ مرادي ، وقررت اني سأدخل الكهف بعد انهاء العمل
التتمة في الجزء القادم

الأحد، 21 ديسمبر 2014

فصة المحتال وزوجته

ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ..والله روعه *************** ﻗﺮﺭ ﻣﺤﺘﺎﻝ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪ ﺃﻋﺠﺒﺘﻬﻢ ﻟﻴﻤﺎﺭﺳﺎ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺼﺐ ﻭ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺣﻤـــﺎﺭﺍ ﻭﻣﻸ ﻓﻤﻪ ﺑﻠﻴﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻨﻪ ، ﻭﺃﺧﺬﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻨﻬﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﺘﺴﺎﻗﻄﺖ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ .. ﻓﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤــﺎﺭ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻬﻖ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮﺍ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺤﻤــﺎﺭ .. ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﺿﺤﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺼﺐ ﻏﺒﻴﺔ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻮﺭﺍً ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻭﻃﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻬﻢ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ !! ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﺮﺳـــﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺤﻀﺮﻩ ﻓــــــﻮﺭﺍ . ﻓﻌﻼً ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺒﻮﺳﺎ ﻓﻬـــﺮﺏ ﻻ ﻳﻠﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ , ﻟﻜﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﺑﺮﻓﻘﺘﻪ ﻛﻠﺐ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺮﺏ . ﻃﺒﻌﺎً ، ﻧﺴﻮﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻭﻓﺎﻭﺿﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﻠﺐ , ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻩ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻘﻪ ﻟﻴﺤﻀﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ . ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﻨﺼﺐ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﻨﻮﺓ ﻓﻠــﻢ ﻳﺠــﺪﻭﺍ ﺳﻮﻯ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻓﺠﻠﺴﻮﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ , ﻭﻗــــﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻟﻤـــﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﻮﻣﻲ ﺑﻮﺍﺟﺒـــﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻟﻬـــﺆﻻﺀ ﺍﻷﻛـــﺎﺭﻡ ? ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﺇﻧﻬﻢ ﺿﻴﻮﻓﻚ ﻓﻘﻢ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﻢ ﺃﻧﺖ . ﻓﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺃﺧــﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﺳﻜﻴﻨﺎ ﻣﺰﻳﻔﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻘﺒﺾ ﻭﻃﻌﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﻮﻧﺎ ﻣﻠﻴﺌﺎً ﺑﺎﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ , ﻓﺘﻈﺎﻫﺮﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻠﻮﻣﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻮﺍ ... ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻓﻮﺭﺍ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﺰﻣﺎﺭﺍً ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻌﺰﻑ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﺎ .. ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻟﺘﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻫﻮﺷﻴﻦ !! ﻧﺴﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﺍ , ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﻔﺎﻭﺿﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﻣﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﺘﺮﻭﻩ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍً ، ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺯ ﺑﻪ ﻭﻃﻌﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﻌﺰﻑ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﻠﻢ ﺗﺼﺤﻮ , ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻋﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﺨﺎﻑ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺎﺩﻋﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺰﻣﺎﺭ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﺍﻧﻪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺯﻭﺟﺘﻪ , ﻓﺎﺳﺘﻌﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻣﻨﻪ .... ﻭﻗﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺯﻭﺟﺘﻪً ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﻔﺢ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ , ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻭﻭﺿﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﻛﻴﺲ ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ ﻟﻴﻠﻘﻮﻩ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ .. ﺳﺎﺭﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺒﻮﺍ ﻓﺠﻠﺴﻮﺍ ﻟﻠـــﺮﺍﺣﺔ ﻓﻨــﺎﻣﻮﺍ . ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻳﺼﺮﺥ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻴﺲ , ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺭﺍﻋﻲ ﻏﻨﻢ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻧﻴﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﺰﻭﻳﺠﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﺖ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺸﻖ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺮﻱ .. ﻃﺒﻌﺎً ﺃﻗﻨﻊ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﻞ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻃﻤﻌﺎ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ , ﻓﺪﺧﻞ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺃﻏﻨﺎﻣﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻭﻟﻤﺎ ﻧﻬﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻭﺃﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺗﺎﺣﻴﻦ .. ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﻣﻌﻪ 300 ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ ... ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻓﺄﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺃﻟﻘﻮﻩ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ ﺧﺮﺟﺖ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﻭﺗﻠﻘﺘﻪ ﻭﺃﻋﻄﺘﻪ ﺫﻫﺒﺎ ﻭﻏﻨﻤﺎ ﻭﺃﻭﺻﻠﺘﻪ ﻟﻠﺸﺎﻃﻲﺀ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﺭﻣﻮﻩ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺃﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻃﻲﺀ ﻷﻧﻘﺬﺗﻪ ﺃﺧﺘﻬﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻨﻘﺬﻩ ﻭﺗﻌﻄﻴﻪ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ ﻳﺤﺪﺛﻬﻢ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺃﻟﻘﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ) ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻮﺽ(

الاثنين، 15 ديسمبر 2014

معجزات سيدنا سليمان

ولسليمان الرياح غدوّها شهر ورواحها شهر وأرسلنا له عين القطر, ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه, ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير{سبأ 12.
1.الجن
خرج سليمانعليه السلام كعادته الى بيت المقدس, وكانت العاصفة شديدة, وبقي هناك في محرابه, يعبد الله حتى انتصف الليل, فلما همّ للعودة, تجلى له نور الله عز وجل, وشعر كأن روحه تهيم في تلك الأشعة النورانية, فانطلق لسانه وتحرّكت شفتاه فقال:} وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب{ص 35.
شعر سليمان عليه السلام كأنه في حلم لم يستيقظ منه الا في الصباح فعاد الى قصره وجلس على عرشه يفكر فيما رآه من محرابه, وفيما دعا به ربه. فسمع هاتفا يهتف به ويقول له: لقد استجاب الله دعاءك, وسخر لك في ملكه ما لم يسخره لغيرك.
سخر الله سبحانه عز وجل الرياح لسليمان تجري بأمره حيث يشاء فتسقط الأمطار, وتسوق السفن.
وسخر له الجن والشياطين, يعملون له ما يريد من بناء المساكن والقصور, واصلاح الأرض للزراعة, وحفر الآبار لريّها.
وأخضع الله سبحانه وتعالى لسليمان الطير والحيوان, فكان هؤلاء وهؤلاء من رعاياه المخلصين.
وكان سليمان عليه السلام عبدا شكورا, يحمد الله وكان من عباد الله المخلصين. فقال عليه السلام:
رب, بما أنعمت عليّ وعلى والديّ, سأهب نفسي لطاعتك والجهاد في سبيلك, فوفقني الى طريقك المستقيم.
سأحارب الفقر الذي يذل عبادك المخلصين.
سأعلن الحرب على الظلم الذي فتن عبيدك الأولين.
سأجاهد ما حييت المشركين بك, الخارجين عن طاعتك.
عند ذلك سمع الملائكة تقول آمين. فسجد لله القوي العزيز.
وحرص سليمان عليه السلام أن لا يفتنه الشيطان بالملك الواسع الذي وهبه الله له والقوى الخارقة التي لم يهبها الله لأحد من قبله ولا لأحد من بعده.
سخر سليمان عليه السلام كل هذه النعم التي أنعم الله بها عليه للاصلاح والتعمير, فخرجت السفن تدفعها ريح سليمان, وعادت تحمل المتاجر من البلاد النائية والجزية من ملوك الأرض والأقطار الواسعة, وقامت شياطين الجن بحفر الآبار وبنائها في الصحراء, واصلاح الأراضي المحيطة بها, وقطع الأحجار من الجبال, وبناء المدن والأمصار بشوارعها الممهدة, وميادينها الفسيحة, وجعلت في وسط كل ميدان قدرا كبيرا من الحجر المنحوت, يشبه وعاء الطعام, ولكنه عظيم الاتساع, وتأتي السحب بعد ذلك فتملؤه بمياه الأمطار, فاذا هي كبيرة عظيمة الاتساع, تكسب الميادين بهجة وجمالا فاذا أخذت المدينة زخرفها وازينت أقبل الناس على سكناها وبذر البذور في الوادي المحيط بها, وريّها بمياه الأمطار والآبار فتخضرّ الأرض, ويعم الخير, ويعيش الناس في رخاء يعبدون الله الواهب الرزاق.
وكثرت عمارة المدن, وزراعة الصحارى, وعاش بنو اسرائيل في نعيم ما رأوا مثيله في غابر الأيام والأزمان.
وكان قصر سليمان قصرا رائعا, بل يعدّ من أروع ما تمّ تشييده في هذا الوقت, فأحجاره من الرخام المرمر, وجدرانه وسقفه مموّهة بالذهب الخالص, وبالقرب من مساكن الجند وحظائر الخيل, وتحت القصر خزائن الملك في جوف الأرض, يهبطون اليها في سراديب ممتدّة بين قاعاتها, وفي نهايتها أبواب ضخمة, وقف على كل منها ماردان من عفاريت الجان.
ومن المعجزات التي أنعم الله بها على سليمان, أن الشياطين كانت تخرج كل يوم الى الجبال: بعضهم ينبشونها ويستخرجون دفائنها من الذهب والماس, وآخرون يغوصون في البحار يصيدون حبّات اللؤلؤ الثمينة, ويعود هؤلاء وهؤلاء في المساء, فيضعون ما جمعوا في خزائن سليمان, ثم يغلقون أبواب الخزائن كلها, ويخرجون من سراديبها الى بهو القصر العظيم, فتغلق البوابة الكبرى, ويقف لحراستها ماردان من أشراف الجان, لا تغمض لهما عين.
كانوا يخرجون في كل يوم ويعودون, حتى امتلأت خزائن الأرض بالمعادن النفيسة, والأحجار الكريمة التي لا يجرؤ على الدنو منها والاقتراب منها انس ولا جان.
وكان سليمان عليه السلام يعاقب من يخالفه من الشياطين عقابا صارما, فيحبسه في قارورة من زجاج فلا يستطيع الفرار منها طول حياته, وفي يوم جيء له بأحد الشياطين مقيدا بالأغلال, فلما سأل عن ذنبه قيل له: انه قد أضاع لؤلؤة كبيرة خرج بها من البحر, ولم يودعها خزائن الملك.
قال سليمان: أين خبأتها أيها العفريت؟
قال الشيطان: لقد غصت مع الغائصين, وخرجت بلؤلؤة في حجم رأس الانسان, ما رأى أحد مثلها في جمالها, وروعة بريقها, وظننت أنني بهذه اللؤلؤة سأحظى برضاك عني طول حياتي, ولكنني عند العودة فوجئت بمارد جبّار قد انقض علي من السماء, وخطفها مني ثم انطلق في الجو نحو الجنوب, واختفى بين طيّات السحاب, فما استطعت اللحاق به.
قال سليمان: اذا كان حقا ما تقول فاني سأعرض الجن عليك لتخرجه من بينهم.
قال الشيطان: لو كان هذا الجني من مملكتك لما استطاع أن يفرّ مني, ولكنه جنيّ من نوع آخر يعيش في مملكة أخرى.
عندئذ أمر سليمان عليه السلام بسجنه حتى يرى مبلغ صدقه, ودعا وزيره "آصف" وكان وزيرا حكيما, وعالما, فرآى الوزير أن الجني صادق فيما يقوله, فقال لسليمان: يا نبي الله؛ ان الشياطين لا تهتم بجمع اللآلىء بنفسها, ولا بد أنها مسخرة لملك من الانس, ولقد ساق الله اليك هذا الحادث ليذكرك بما أخذته على نفسك وهو الجهاد في سبيل الله بما وهب لك من القرى, فشغلك جمع النفائس عن الوفاء بوعدك, وأرى أن تجدّ في البحث وراء هذا المارد حتى تهتدي الى الملك الذي أرسله وربما وجدته من المجوس الذين يتخذون لهم أربابا من دون الله عز وجل.
أمر سليمان باطلاق سراح الجني الذي صاد اللؤلؤة, ومكث بعد ذلك ساعة مطرقا يفكر في كلام وزيره, ثم ذهب الى محرابه في بيت المقدس حتى منتصف الليل, وفي الصباح أمر أن يتهيأ الجيش للزحف نحو الجنوب.
2.حديث النملة
خرج سليمان يوما على صهوة جواد أشهب وعن يمينه فرسان الانس على خيول حمر, وعن يساره فرسان الجن على خيول سود, وخلفه المشاة الذين لا يحصى عددهم من الانس ومردة الجن, وانتشرت الطيور جماعات في السماء, تحجب أشعة الشمس المحرقة عن هذا الجيش العظيم الذي لم ير الناس مثله.
تحرّك الجيش الى الجنوب وظل أيام يضرب في مجاهل الصحراء حتى أشرف على وادي النمل فقالت نملة:
} يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون{النمل 18.
سمع سليمان عليه السلام قولها, وفهم حديثها, فتبسّم ضاحكا من قولها وقال:
} ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه{.النمل 19.
أحسّ سليمان بالمعجزة التي أنعم الله بها عليه وهي أنه يسمع قول نملة في باطن الأرض لا ترى بالعين المجرّدة ويفهم لغتها, ذلك أمر لا يؤتى لأحد غير سليمان عليه السلام وبمشيئة الله وقدرته عز وجل.
أمر سليمان عليه السلام فضربت الخيام, واستراح الجيش أمام وادي النمل يوما وليلة, ولمّا تهيأ الجيش بعد ذلك للرحيل, جمع فتات الطعام, فاتخذ النمل طريقه اليه ينقله الى بيوته, وتحوّل جيش سليمان عليه السلام الى طريق آخر في الصحراء, فظلوا سائرين فيها ليالي وأيّاما, ولم يصادفوا واحة ينزلون بها, أو عينا يشربون منها حتى نفذ ما كان معهم من الماء, وأقبل السقاؤون على سليمان يخبرونه حقيقة الأمر.
واستخدم سليمان عليه السلام ما أتاه الله من فضل, بل نقول أنه استخدم المعجزة التي حباه الله اياها وهي تسخير الجن له فأصدر سليمان أمره الى شياطين الجن بحفر الآبار واخراج الماء من باطن الأرض, فحفروا ولكنهم لم يجدوا ماء فأعادوا الحفر في أكثر من جهة, فما خرج الماء في واحدة منها, وعادوا الى سليمان بخيبة الأمل.
قيل لسليمان عليه السلام: ان الهدهد وحده هو الذي يعرف بفطرته أماكن الماء في طبقات الأرض, وهو الذي يستطيع أن يخبرنا عن ماء قريب من السطح.
قال سليمان لحاجبه: عليّ بالهدهد.
خرج الحاجب وعاد ليقول: ان الهدهد ليس موجودا يا مولاي.
غضب سليمان عليه السلام, وخرج يتفقد الطير, فوجد مكان الهدهد خاليا فقال:
} ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين{النمل 20.
قال الغراب: لقد رأيته ينطلق نحو الجنوب في صحبة هدهد آخر من طيور هذه الأرض.
قال سليمان: لأعذبنه عذابا شديدا, أو لأذبحنّه, أو ليأتيني بدليل قوي يبرر به سبب عصيانه أمري ومخالفته تعليماتي.
فقال "آصف" وزير سليمان عليه السلام: ان هذه أول مخالفة تصدر من طير ضعيف, كان مثالا للطاعة والولاء, ولا بد أن في الأمر سرّا.
قال سليمان: أي سر يختفي وراء غياب الهدهد؟!.
قال آصف: أخشى أن قد اقتربنا من وادي الجان, واستعملت أبالستهم السحر والخداع فأضلتنا عن مكان الماء وأسرت الهدهد حتى لا يكتشف لنا ينابيعه.
وقد أخبرني أحد الشياطين أنه سمع في جوف الجبل عزيف الجن, وحاول أن يتفقد أثرهم فما عرف طريقهم, ولا مكانهم, وأبدى خوفه من أن نكون قد وقعنا في أسر مارد جبار من شياطين الجن.
تبسّم سليمان عليه السلام لهذا الخبر العجيب, وقال: الحمد لله الذي هدانا اليهم, وان النصر لقريب.
كان أمر الماء يشغل سليمان, لأن جنوده يشعرون بالعطش وفي هذا الأمر خطر على حياتهم, فخرج عليه السلام من خيمته وأمر الريح العاصف بحمل السحب الماطرة اليه. فهبت الرياح من الشمال والجنوب, وساقت أمامها السحب ونزل المطر غزيرا من السماء, فملئت القدور والقرب والمواعين وشرب الجيش ماء عذبا, وحمدوا الله جميعا على رحمته, وجليل نعمته, وهذه معجزة من معجزات نبي الله سليمان عليه السلام.
نعود الى الهدهد الذي ترك مكانه بين الطيور, بدون اذن من سليمان عليه السلام فانه نظر الى مواعين الماء فوجدها فارغة, فخاف أن يكوت جيش سيده من العطش, فترك مكانه وأسرع الى الأمام يجدّ في البحث عن الماء, فوج طبقات الأرض كلها صخور صمّاء, ليس بها عين من عيون الماء, وصادفه في طريقه هدهد آخر مقبل من الجنوب, فتعارفا وتطوّع هدهد الجنوب, وأرشده الى ينبوع عظيم.
انطلق الهدهدان حتى أتيا واديا خصيبا, ثم وقفا يستريحان على شجرة في بستان كبير مملوء بالأشجار والورود والأزاهير وفي وسطه بحيرة واسعة, يخرج الماء اليها من عيون الأرض. فينساب في الجداول بين نبات الأرض وأشجارها.
فرح هدهد سليمان, واستأذن صديقه هدهد الجنوب أن يعود الى سيّده ليخبره بما رأى, ولكن هدهد الجنوب استوقفه وقال له: أنت لم تر الا شيئا صغيرا, فتعال معي لتشاهد عزا وملكا كبيرا خلف هذا الوادي, حتى اذا عدت الى سيّدك أخبرته بكل ما رأيت, فيكون لخبرك أثر عظيم في نفسه.
قال هدهد سليمان: وماذا تريني بعد؟
قال هدهد الجنوب: انطلق معي لتشاهد بعينيك.
طار الهدهدان وتخطيا جبلا عاليا, ثم هبطا على واد أخضر به زرع نضير, وقصور فخمة, ثم اتجها نحو قصر بديع فوق ربوة عالية, فدهش هدهد الشمال بما رأى من مناظر العز والجاه, ومظاهر الملك والسلطان, فقال لصاحبه: عجبا ما رأيت مثل هذا الا في ملك سليمان في الشمال.
قال هدهد الجنوب: وما ملك سليمان هذه بجانب ملك "بلقيس" في الجنوب, اهبط معي من هذه الفتحة لتشاهد هذه المملكة الرائعة وقومها وهم يعبدون الشمس.
هبط الهدهدان, ورأى هدهد سليمان القوم يسجدون للشمس من دون الله, فراغه ذلك, ثم ذهب به هدهد الجنوب الى قصر "بلقيس" وأراه عرشها العظيم, ثم قال له: انظر الى هذه اللؤلؤة الكبيرة, هل عند سيّدك مثلها؟
قال هدهد سليمان: كيف وصلت اليها هذه اللؤلؤة؟
قال هدهد الجنوب: جاء بها عفريت من الجن منذ شهر.
قال هدهد سليمان: اذن هذه لؤلؤة سليمان التي خطفها عفريتكم من يد الجني الذي صادها والويل لكم من سليمان.
قال هدهد الجنوب: ليس الأمر كما تظن ف "بلقيس" تملك الجن كما تملك الانس, وأخشى على ملكك أن يغترّ بقوته, ويقدم على محاربتها, فيذوق ذل الأسر والهوان على يد جنودها.
ورغم أن هدهد الجنوب بالغ في القول على علاقة الجن ببلقيس لأن هذا الأمر لم يعطى الا لسليمان عليه السلام, فقد سمع هدهد سليمان كل هذا, ورأى ما رأى, ثم عاد مسرعا الى سليمان, فوجد سحبا كثيرة تسقط الأمطار والقوم يشربون.
وصل الهدهد, هدهد سليمان, الى مقرّه, وتقدّم في ذلة وخضوع الى الملك سليمان فوجده ساخطا عليه, وخاف على نفسه سوء العاقبة.
قال سليمان: أين كنت أيها الهدهد؟ وما سبب مخالفتك أمري؛ وتركك مكانك بدون اذني؟!
قصّ الهدهد على سليمان قصته كلها.
ابتسم سليمان وقال: } سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين* اذهب بكتابي هذا فألقه اليهم ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون{النمل 27-28.
حمل الهدهد رسالة سليمان الى بلقيس وطار بها الى قصرها فوجدها جالسة على عرشها, وأمامها حاشيتها ووزراؤها فأسقط الخطاب في حجرها واختفى وراء ستار النافذة.
كانت بلقيس قد عقدت مجلس الشورى للنظر في الأخبار التي جاء بها الجن عن سليمان وجيوشه, فلما وقعت الرسالة في حجرها عجبت لذلك, ثم قرأتها على الحاضرين, جاء في الرسالة:} انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلو عليّ وأتوني مسلمين{النمل 30-31.
فقالت لهم بلقيس:} أفتوني في أمري{.
قالوا:} نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر اليك فانظري ماذا تأمرين{.
قالت بلقيس:} ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة{ولقد سمعت بسليمان من قبل, ولا أرغب في حرب أخشى منها الهوان لقومي.
واني مرسلة الى سليمان بهدية, فان كان من طلاب الدنيا قنع بها ورجع عنها, وان رفضها فهو صاحب مبدأ, لا ينثني عنه, وعند ذلك نذهب اليه مسلمين قبل أن يأخذنا أسرى مقيّدين.
ذهب رسول بلقيس الى سليمان وقدّم بين يديه صندوقا مملوءا بالذهب والأحجار الكريمة.
قال سليمان: من أين هذا؟
قال: هدية من ملكتنا "بلقيس" الى الملك سليمان.
قال سليمان: } أتمدونن بمال فما آتان الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون{النمل 36.
}ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجهم منها أذلة وهم صاغرون{النمل 37.
عاد الرسول الى بلقيس, وأخبرها بما سمع, فأمرت قومها أن يحملوا راية بيضاء, وخرجت بهم الى سليمان عليه السلام في موكب عظيم, ولكن سليمان سيستبق وصول هذا الموكب بمعجزة تدهش لها بلقيس, ترى ما هذه المعجزة, وماذا ستكون؟
3.العرش ومعجزة الاتيان به
علم الهدهد من خلال طيرانه ورحلاته أن بلقيس خرجت, فعاد الى سليمان وأخبره بخروجها, فأمر الجن أن يعدوا لها بنيانا تنزل فيه, فبنوا صرحا من قوارير خضر, وجعلوا له طوابق من قوارير بيض, فصار كأنه الماء, وجعلوا تحت الطوابق صور دواب البحر من السمك وغيره, فأصبح الذي ينظر الى أرضه الزجاجية يظن أنها بحيرة بمائه وأسماكها.
ولما ظهر ركب " بلقيس" في الأفق البعيد, جمع سليمان أهل الرأي من الانس والجان, وقال لهم:} أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين{.
فوقف عفريت من الجن وقال:} أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك{أي قبل أن تنتهي من مجلسك.
قال سليمان:} سوف لا ينتهي مجلسي قبل حضورها.
قال وزيره "آصف" وكان رجلا عنده علم من الله سبحانه وتعالى:} أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك{.
رفع سليمان عليه السلام نظره الى السماء, وسجد "آصف" ودعا ربه سبحانه وتعالى, فاذا العرش أمامهم, فلما نظر سليمان الى الأرض, ورأى العرش سرّ سرورا كثيرا, وأمر بوضعه أمامه مقلوبا.
أقبلت "بلقيس" فرأت عرشها مقلوبا أمام سليمان, وعجبت كثيرا لأنها تركته بقصرها في حراسة شديدة, ثم نظرت الى قومها فوجدتهم جميعا في ذهول.
قال سليمان: أهكذا عرشك؟
قالت: كأنه هو, ولقد أتيتك بقومي مسلمين.
قال سليمان: الآن أنت وقومك, في أمان, وستظلين مليكة قومك تصرّفين أمورهم, وتحكمينهم بما أمر الله.
طلبت "بلقيس" السماح لها بالعودة الى قومها لتبشرهم بالدين الجديد, فعرض عليها سليمان أن تستريح من عناء السفر قبل العودة فقبلت دعوته, وخرجت لتغير ملابسها في خيمتها, وذهب سليمان الى الصرح فجلس على كرسي وانتظر قدومها.
أقبلت "بلقيس" في زينتها الى مدخل الصرح, ووجدت سليمان في نهاية البهو يرحب بمقدمها, فلما نظرت الى أرضه حسبتها حوضا مملوءا بالماء, وخشيت أن تبتل ملابسها, فكشفت عن ساقيها لتخوض الماء.
قال سليمان:}انه صرح ممرّد{من قوارير زجاجية.
فخجلت من جهلها, وأقرّت لسليمان بالنبوّة, ولربه بالعظمة والقوّة,وقالت في حماسة ويقين:
ربّ, اني ظلمت نفسي بعبادة الشمس, وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
ورجعت الى قومها مؤمنة, وصارت ترسل الجزية في كل عام الى سليمان.
4.معجزة عند الموت
قضى سليمان سنواته الباقية من حياته يقود رعيته بالعدل, ويتقرّب الى ربه بالعبادة, وقد اختار لعبادته مكانا ببيت المقدس,لا يجرؤ أحد على الدنو منه ما دام هو قائم يصلي في المحراب.
فلما علم أنه حان حينه, وانتهى أجله, توكأ على عصاه, وخرج الى المسجد الأقصى, فدخل المحراب, واتجه الى الله مرتكزا على عصاه, فقبضه ملك الموت, وظل جثمانه واقفا تسنده العصا أياما, والناس والجن لا يدرون بموته, ولا يجرؤون على الاقتراب منه في محرابه, حتى تآكلت العصا, لقد أكلتها حشرة الأرض, فانكسرت العصا, ووقع الجثمان على الأرض فشاع الخبر, وشيّعته بنو اسرائيل الى مثواه, وعادوا من قبره يرددون: سبحانك اللهم! تؤتي الملك من تشاء, وتنزع الملك ممك تشاء.
هكذا كانت معجزات سليمان عليه السلام فهو يكلم النمل والطير والحيوان, ويسخر الرياح والجن بأمر ربه, وعندما يموت يموت هكذا, انها معجزات عظيمة وملك لم يؤت لأحد من بعد سليمان عليه السلام