ما وراء الرمال
اليوم هو 15/9/2014
رجعت الي البيت في الخامسة مساء وانا مرهق من العمل الشاق ، نعم فانا اعمل في مشروع تنمية قناة السويس او ما يسميه البعض قناة السويس الجديدة ذهبت الي الحمام لكي استحم واتخلص من العرق والرمال الملتسقة بجسدي ثم قمت بتحضير عشائي المتكون من الفول والبيض والجبنة والخبز المصري وبدأت بتناول العشاء وانا افكر في ما حصل مع صديقي حسن الذي خرج مرعوبا من الكهف الدي وجدناه ونحن نحفر !
لم نكن نعلم ما حصل له فقد خرج وهو يبكي وثيابه ممتلئة برمال الصحراء ودموعه ترسم خطين من الرمل المبلول علي وجهه وهو يتصبب عرقا ولم يستطيع النطق بكلمة واحدة
حدث ذالك منذ يومين وتم نقل حسن الي الوحده الصحية الموجودة علي بعد 30كيلو متر من مكان الحفر
كنت افكر ؛هل رأي حسن اشباحا! ام انه كان يعاني من خطب ما !
ولاكني لم اهتم بالموضوع لاني لا اصدق بوجود الاشباح او ما يسمونه عندنا "العفاريت"
انهيت عشائي وتناولت حبة من المسكن لاتخلص من الصداع الذي يكاد يفجر رأسي
وقمت بفتح التلفاز لاشاهد بعض الافلام
وفي تمام الساعة 10:00
ذهبت للنوم
ورأيت حلما غريبا
رايت نفسي وكأني عدت الي ايام حرب 1973م
نعم ؛ ها انا ذا وسط صحراء سيناء والجنود من حولي يهمون بعبور القناة وسط وابل من الرصاص والقنابل ؛ هممت بالاختباء وراء صخرة كبيرة واخذت اختلس النظر وانا لا اصدق ما اري
انا الان في وسط الحرب !
نظرت الي الجنود وهم يعبرون القناة باستخدام القوارب المصنوعة من المطاط وهم يحملون اسلحتهم ومعداتهم ورايت احد القوارب يغرق وعلي متنه قرابة العشرة رجال وهم يصرخون
ولاكن الغريب انه لم يحاول احد ان ينقذهم فقد كان الموقف رهيبا والكل مشغول بالنجاة بنفسه من الرصاص
وبينما انا شارد وانا اشاهد هذا الموقف الذي لم اكن اتوقع يوما ان اراه سمعت صوت دوي قوي
نعم انها الصواريخ التي يطلقها العدو وهم يصرخون بكلمات لم افهمها فانا لا اجيد غير اللغة العربية
ورايت احد الجنود التابع للجيش المصري ينظر الي وهو يصرخ ولاكني لم اكن اسمعه وفجأه
وانا استدير للخلف وجدت احد جنود العدو يوجه سلاحه نحوي ويطلق الرصاص علي رأسي
استيقظت من النوم وانا اصرخ وكنت لا ازال احس بالصداع
نظرت في الساعة لاجدها السابعة صباحا
يا الهي ، لقد تاخرت في النوم
يجب ان اذهب الي العمل الساعة 08:00
ذهبت مسرعا الي الحمام وقمت بغسل وجهي وتناولت فطورا خفيفا وذهبت الي الطريق العام حيث يمر الباص الخاص بالعمال الذين يعملون في حفر القناة وبعد دقائق قليلة وصل الباص وركبت انا وطارق زميلي في الشغل وانطلق الباص الي مكان العمل
وقد لاحظت علي وجه طارق التعب والارهاق ولاكني لم اكلمه بتاتا
فبدأ هو يكلمني وهو يقول
لقد كان العمل في اليومين الماضيين عملا شاقا
خاصة ان حسن لم يكن موجود ليساعدني ، فكما تعلم يا حامد نحن نقوم بكشف الطريق للعمال الباقين وتهيئة الطريق للحفارات الالية يإستخدام ادوات يدوية ،
سكت طارق قليلا ، ثم سألني عن حسن قائلا
كيف حال حسن ، هل قمت بزيارته ؟
فقلت له اني وكما تعلم مشغول جدا في الوقت الحالي بسبب ضغط الشغل
فباغتني قائلا : ما رأيك ان نزوره في العطلة الاسبوعية لنطمئن عليه وايضا لنعرف منه ماذا حدث في هذا اليوم
رحبت بالفكرة وقلت له اني كنت افكر في ان ازوره واني سأنتهز الفرصة واذهب لزيارة اهلي ايضا ، فأنا منذ جئت الي هنا لم اذهب لزيارتهم واني اطوق لرؤية خطيبتي حنان فأنا لم اكلمها منذ جئت الي هنا
فاجاب وهو ينظر الي ويضحك
يا بختك يا عم ، ليك حد تفكر فيه
ربنا هنيكم مع بعض
فاجبته وانا ارسم بسمة علي شفتي
ان شاء الله ربنا هيرزقك ببنت الحلال
ونعمل فرحنا مع بعض
في هذا الوقت كنا قد وصلنا لمكان العمل
فهممنا بالنزول وذهب كل عامل الي موقعه
وبينما انا ذاهب الي مكاني سمعت صوت الاستاذ محمد مجدي المهندس المسؤل عن العمال وهو ينادي علي
فذهبت مسرعا وعندما وصلت قال لي
ما رأيك يا حامد ان تعمل مع طارق اليوم لان حسن مريض كما تعلم وسوف اوصي لك براتب اكبر من راتبك اليومي
وبالطبع قبلت ، فأنا بحاجة الي المال
كما ان عملي لا يقل صعوبة عن عمل طارق
ذهبت الي طارق واخبرته بما قال لي المهندس
فرحب بي طارق وبدأنا بالعمل
امسكت بفأس واخذت امهد الطريق للحفارة
وكنت افكر في الحلم الذي رأيته
وبعد ساعتين تقريبا اخذنا فترة راحة وجلست مع طارق واخبرته بالحلم الذي رأيته
ولم يقل شئ ولاكني كنت احس انه يخفي عني شيئا
فسألته اذا كان يعرف شيئا عن هذا الكهف الذي وجدناه
ولاكنه اجاب بأنه لا يعرف اي شيئ
وبدأ يحدثني عن اهلي وبلدتي لكي يجعلني انسي موضوع الكهف ، فاخذت اتحدث معه وانا في الحقيقة لا ادري ماذا يقول لساني
فمع ان جسدي جالس معه
ولاكن عقلي كان مشغولا بالتفكير في هذا الكهف وفي ما يوجد بداخله
كان الفضول وحب المعرفة يحثني علي دخول الكهف، ولاكن كيف فنحن ممنوعون من دخوله بأمر من المهندس وقررت اني سأدخله إذا سمحت لي الظروف
وبعد انتهاء الاستراحة ذهبنا لنكمل عملنا
وبينما نحن نعمل إذا بالمهندس محمد مجدي يقول لنا ان موعد الانتهاء من الحفر قد تم تقديمه ولذالك يتوجب علينا ان نعمل فترة مسائية لكي نستطيع ان نسلم المشروع في ميعاده
وطيعا سوف يزيد الراتب حسب الزيادة في عدد ساعات العمل ، ولاكننا سنضطر للمبيت هنا لان الطريق التي نمر فيها طريق مقطوعة وليس من الآمن العبور بها ليلا
فرحت لهذا الخبر واحسست ان القدر يساعدني لكي ابلغ مرادي ، وقررت اني سأدخل الكهف بعد انهاء العمل
التتمة في الجزء القادم
اليوم هو 15/9/2014
رجعت الي البيت في الخامسة مساء وانا مرهق من العمل الشاق ، نعم فانا اعمل في مشروع تنمية قناة السويس او ما يسميه البعض قناة السويس الجديدة ذهبت الي الحمام لكي استحم واتخلص من العرق والرمال الملتسقة بجسدي ثم قمت بتحضير عشائي المتكون من الفول والبيض والجبنة والخبز المصري وبدأت بتناول العشاء وانا افكر في ما حصل مع صديقي حسن الذي خرج مرعوبا من الكهف الدي وجدناه ونحن نحفر !
لم نكن نعلم ما حصل له فقد خرج وهو يبكي وثيابه ممتلئة برمال الصحراء ودموعه ترسم خطين من الرمل المبلول علي وجهه وهو يتصبب عرقا ولم يستطيع النطق بكلمة واحدة
حدث ذالك منذ يومين وتم نقل حسن الي الوحده الصحية الموجودة علي بعد 30كيلو متر من مكان الحفر
كنت افكر ؛هل رأي حسن اشباحا! ام انه كان يعاني من خطب ما !
ولاكني لم اهتم بالموضوع لاني لا اصدق بوجود الاشباح او ما يسمونه عندنا "العفاريت"
انهيت عشائي وتناولت حبة من المسكن لاتخلص من الصداع الذي يكاد يفجر رأسي
وقمت بفتح التلفاز لاشاهد بعض الافلام
وفي تمام الساعة 10:00
ذهبت للنوم
ورأيت حلما غريبا
رايت نفسي وكأني عدت الي ايام حرب 1973م
نعم ؛ ها انا ذا وسط صحراء سيناء والجنود من حولي يهمون بعبور القناة وسط وابل من الرصاص والقنابل ؛ هممت بالاختباء وراء صخرة كبيرة واخذت اختلس النظر وانا لا اصدق ما اري
انا الان في وسط الحرب !
نظرت الي الجنود وهم يعبرون القناة باستخدام القوارب المصنوعة من المطاط وهم يحملون اسلحتهم ومعداتهم ورايت احد القوارب يغرق وعلي متنه قرابة العشرة رجال وهم يصرخون
ولاكن الغريب انه لم يحاول احد ان ينقذهم فقد كان الموقف رهيبا والكل مشغول بالنجاة بنفسه من الرصاص
وبينما انا شارد وانا اشاهد هذا الموقف الذي لم اكن اتوقع يوما ان اراه سمعت صوت دوي قوي
نعم انها الصواريخ التي يطلقها العدو وهم يصرخون بكلمات لم افهمها فانا لا اجيد غير اللغة العربية
ورايت احد الجنود التابع للجيش المصري ينظر الي وهو يصرخ ولاكني لم اكن اسمعه وفجأه
وانا استدير للخلف وجدت احد جنود العدو يوجه سلاحه نحوي ويطلق الرصاص علي رأسي
استيقظت من النوم وانا اصرخ وكنت لا ازال احس بالصداع
نظرت في الساعة لاجدها السابعة صباحا
يا الهي ، لقد تاخرت في النوم
يجب ان اذهب الي العمل الساعة 08:00
ذهبت مسرعا الي الحمام وقمت بغسل وجهي وتناولت فطورا خفيفا وذهبت الي الطريق العام حيث يمر الباص الخاص بالعمال الذين يعملون في حفر القناة وبعد دقائق قليلة وصل الباص وركبت انا وطارق زميلي في الشغل وانطلق الباص الي مكان العمل
وقد لاحظت علي وجه طارق التعب والارهاق ولاكني لم اكلمه بتاتا
فبدأ هو يكلمني وهو يقول
لقد كان العمل في اليومين الماضيين عملا شاقا
خاصة ان حسن لم يكن موجود ليساعدني ، فكما تعلم يا حامد نحن نقوم بكشف الطريق للعمال الباقين وتهيئة الطريق للحفارات الالية يإستخدام ادوات يدوية ،
سكت طارق قليلا ، ثم سألني عن حسن قائلا
كيف حال حسن ، هل قمت بزيارته ؟
فقلت له اني وكما تعلم مشغول جدا في الوقت الحالي بسبب ضغط الشغل
فباغتني قائلا : ما رأيك ان نزوره في العطلة الاسبوعية لنطمئن عليه وايضا لنعرف منه ماذا حدث في هذا اليوم
رحبت بالفكرة وقلت له اني كنت افكر في ان ازوره واني سأنتهز الفرصة واذهب لزيارة اهلي ايضا ، فأنا منذ جئت الي هنا لم اذهب لزيارتهم واني اطوق لرؤية خطيبتي حنان فأنا لم اكلمها منذ جئت الي هنا
فاجاب وهو ينظر الي ويضحك
يا بختك يا عم ، ليك حد تفكر فيه
ربنا هنيكم مع بعض
فاجبته وانا ارسم بسمة علي شفتي
ان شاء الله ربنا هيرزقك ببنت الحلال
ونعمل فرحنا مع بعض
في هذا الوقت كنا قد وصلنا لمكان العمل
فهممنا بالنزول وذهب كل عامل الي موقعه
وبينما انا ذاهب الي مكاني سمعت صوت الاستاذ محمد مجدي المهندس المسؤل عن العمال وهو ينادي علي
فذهبت مسرعا وعندما وصلت قال لي
ما رأيك يا حامد ان تعمل مع طارق اليوم لان حسن مريض كما تعلم وسوف اوصي لك براتب اكبر من راتبك اليومي
وبالطبع قبلت ، فأنا بحاجة الي المال
كما ان عملي لا يقل صعوبة عن عمل طارق
ذهبت الي طارق واخبرته بما قال لي المهندس
فرحب بي طارق وبدأنا بالعمل
امسكت بفأس واخذت امهد الطريق للحفارة
وكنت افكر في الحلم الذي رأيته
وبعد ساعتين تقريبا اخذنا فترة راحة وجلست مع طارق واخبرته بالحلم الذي رأيته
ولم يقل شئ ولاكني كنت احس انه يخفي عني شيئا
فسألته اذا كان يعرف شيئا عن هذا الكهف الذي وجدناه
ولاكنه اجاب بأنه لا يعرف اي شيئ
وبدأ يحدثني عن اهلي وبلدتي لكي يجعلني انسي موضوع الكهف ، فاخذت اتحدث معه وانا في الحقيقة لا ادري ماذا يقول لساني
فمع ان جسدي جالس معه
ولاكن عقلي كان مشغولا بالتفكير في هذا الكهف وفي ما يوجد بداخله
كان الفضول وحب المعرفة يحثني علي دخول الكهف، ولاكن كيف فنحن ممنوعون من دخوله بأمر من المهندس وقررت اني سأدخله إذا سمحت لي الظروف
وبعد انتهاء الاستراحة ذهبنا لنكمل عملنا
وبينما نحن نعمل إذا بالمهندس محمد مجدي يقول لنا ان موعد الانتهاء من الحفر قد تم تقديمه ولذالك يتوجب علينا ان نعمل فترة مسائية لكي نستطيع ان نسلم المشروع في ميعاده
وطيعا سوف يزيد الراتب حسب الزيادة في عدد ساعات العمل ، ولاكننا سنضطر للمبيت هنا لان الطريق التي نمر فيها طريق مقطوعة وليس من الآمن العبور بها ليلا
فرحت لهذا الخبر واحسست ان القدر يساعدني لكي ابلغ مرادي ، وقررت اني سأدخل الكهف بعد انهاء العمل
التتمة في الجزء القادم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق